قطرالندى المراقبة العامة
عدد الرسائل : 40 العمل/الترفيه : Estudiant المزاج : bien السٌّمعَة : 0 نقاط : 120 تاريخ التسجيل : 22/08/2008
| موضوع: قصة رائعة أتحدى اللي تقرأها ما تبكي .. الأحد أغسطس 24, 2008 12:38 am | |
| :no: :no: :no: > > هذه ثالث مرة أقرأها ولا أستطيع أن أتمالك نفسي بالبكاء > > > > القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن
> > أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد > >الراشد > >كثيرا... ويُقال انها قصته الشخصية: > > > > لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت > >أذكر > >تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة > >مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى > >في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون. > > أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في > >التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. > >أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس > >يتجنّبني كي يسلم من لساني. > > أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... > >والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. > >وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق.. > > عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في > >حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟ > > قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع .. > > كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة > >جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ... > > سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان > >المفروض > >أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع .. > > حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي > >الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت > >طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني. > > بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى > >فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت > >على ولادة زوجتي. > > صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم. > > قالوا، أولاً راجع الطبيبة .. > > دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ... والرضى بالأقدار .. ثم > >قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !! > > خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى > >الذي > >دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس. > > سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا > >أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي ...... فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي > >... > > لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن > >أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس .. > > خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به > >كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام > >فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني > >لم أستطع أن أحبّه ! > > كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ > >يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي > >بعده عمر وخالداً. > > مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في > >البيت. > >دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ... > > لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب > >من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي > >بباقي إخوته. > > كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى > >المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم > >وطعام وسهر. > > في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت > >مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت > >بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة! > > إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان > >طفلاً. > >عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته > >ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ....... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا > >تبكي؟! > > حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما > >حوله > >بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه > >يقول: > >الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن > >يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، > >وأنا أستمع إليه وأنتفض. > > أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى > >المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. > >ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى. > > أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن > >أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!.. > > قال: نعم .. > > نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من > >سيذهب > >بك اليوم إلى المسجد؟ > > قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً .. > > قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ... > > دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت > >دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... > >أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك. > > لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة > >الأولى > >التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان > >المسجد > >مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة > >الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ... > > بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ > >وهو > >أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف > >... > >طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في > >الفهرس تارة .. حتى وجدتها. > > أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ....... > >وعيناه > >مغمضتان ....... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!! > > خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ....... أحسست برعشة في أوصالي... > >قرأت > >وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي > >كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ....... خجلت منهم > >فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق .... > > لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه > >سالم > >!! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا > >الأعمى، > >حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار. > > عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها > >تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ... > > من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء > >.. > >وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم > >أشياء > >ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات > >في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست > >أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون > >زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما > >فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه. > > ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق > >البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها > >سترفض... لكن حدث العكس ! > > فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون > >استشارتها فسقاً وفجوراً. > > توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين > >مودعاً... > > تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل > >كلّما > >سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت > >إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا > >أن > >يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم. > > كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ > >آخر > >مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ... > > قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت... > > أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن > >فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: > >بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت. > > استعذت بالله من الشيطان الرجيم ... > > أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح. > > تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟ > > قالت: لا شيء . > > فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟ > > خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها... > > صرخت بها .... سالم! أين سالم ......؟ > > لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح > >الجنّة ... عند الله... > > لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، > >فخرجت من الغرفة. > > عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته > >زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده > >... > > إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف > >... > >يا الله > > إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، > >نادي > >... يا الله > > > > لا اله الا الله رب السموات السبع ور العرش العظيم | |
|